العائلة

ماذا تعرفين عن فوائد الاحتضان الصحية والنفسية؟

من منا لا يحب أن يحتضن الأشخاص الذين يحبهم ويبادلهم أحاسيس المودة؟ سواء كان قريباً غالياً أو صديقاً عزيزاً أو حبيباً ودوداً، فإن الحضن المتبادل وسيلة للتعبير عن مكنون الأحاسيس وما تشعر به النفس من مودة تجاهه.

وكما أن الحضن المتبادل يفتح النفس ويطرق أبواب الروح بما يبعثه من رسائل الحب، فإنه كذلك يؤثر بشكل جد إيجابي على صحة الإنسان بشكل عام. من خلال هذا المقال، سنعدد لك مزايا الاحتضان الصحية.

الفوائد الصحية والنفسية للاحتضان:

بينت مجموعة من الدراسات أن الاحتضان يساعد المخ على إفراز مادة الاندورفين المعروفة بقدراتها العلاجية، وزادت على أن هذا السلوك يمثل طريقة جد فعالة للشعور براحة نفسية واطمئنان تام، وللتخفيف من الضغط الدموي كما أنها يمكن أن تخفف من شدة الآلام التي تعاني منها المرأة في فترة الحيض.

ويسمح هذا السلوك كذلك بالتخفيف من أوجاع الرأس، والتهدئة من الانفعال العصبي، والنقص من تأثير الإرهاق والاكتئاب والقلق والأرق. ويرفع الاحتضان كذلك من تقدير الشخص لنفسه كما يقلل من الشعور بالوحدة وبالخوف كما أنه يمنح النفس حالة من الرضى والاطمئنان.

الاحتضان: منصة إطلاق الهرمونات !

وتعتبر لحظة الاحتضان من بين الأوقات التي يقوم فيها الجسم بإفراز مجموعة من الهرمونات التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فمثلاً، يقوم الجسم أثناء الاحتضان بإفراز هرمون الأوكسيتوسين  المعروف كذلك باسم “هرمون العواطف” والذي يمنح الشعور بالراحة والسعادة مهما كان عمر الشخص، وهو الأمر الذي حدا بعض الأخصائيين النفسيين إلى الاعتماد في علاجهم لحالات معقدة من الاكتئاب على سلوك تبادل الأحضان.

ويقوم الاحتضان كذلك بمساعدة الجسم على إفراز هرموني الدوبامين والسيروتونين واللذان يمنحان الشعور بالاطمئنان والهدوء يدومان مدة طويلة. وأكدت الدراسات أن هذا السلوك يؤثر بشكل أكبر على النساء كما الشأن بالنسبة للمداعبة، حيث أنهن يستفدن من الميزات التي ذكرنا سابقا أكثر من الرجل.

وعند الأطفال، يساعد الاحتضان على تطوير معدل الذكاء وتجاوز التخوفات التي قد تخالجهم. حيث أنه في هذا السلوك الذي يقوم على تلامس الأجساد تمر مجموعة من الرسائل الإيجابية بين الشخصين، مما يؤدي إلى ارتفاع الطاقة الإيجابية عند كل واحد منهما واحساسه بالسلام النفسي وهو ما يشيع ثقافة السلام الاجتماعي.

وبشكل مجمل، يساهم تبادل الأحضان في الإحساس بأربعة مشاعر كبرى مهمة، فهو يمنح الشخص شعورا بالحماية، لأن الآخر يحضنه ويجعله في كنفه، كما أنه يجعل المرء يحس بالثقة وهو ما يطلق العنان للإبداع والعمل ويزيد من قدرة الشخص على العطاء.

وبالاحتضان يشعر الشخص بالأمان وهو شعور مهم للاستقرار النفسي والاجتماعي، وهو الأمر الذي يساعد على رفع سقف التألق والنشاط. كما أن هذا السلوك يزيد من قوة الإنسان وطاقته، مما يجعله قادرا على مواجهة مختلف تحديات الحياة بتفاؤل ونشاط.

بقي لنا أن نشير إلى أن الرسائل العاطفية تختلف بحسب علاقتنا بالشخص الذي نحضنه، فاحتضان صديق يشعر بدفء الصداقة والثقة، واحتضان الوالدان يشعر بالأمان والحماية، فيما أن احتضان الحبيب يشعر بالعشق والغرام.

مقالات ذات صلة

                    
زر الذهاب إلى الأعلى