تربية الأطفال

بعض الحلول للحد من عمالة الأطفال

عمالة الأطفال ظاهرة عالميّة وقديمة يعود تاريخ تفاقمها إلى الثورة الصناعية في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر. وعلى الرغم من كلّ الجهود التي بذلت للحدّ من تفاقمها بقيت هذه الظاهرة من دون حلّ جذري، ولاسيما في البلدان النامية وفي عدد من البلدان العربيّة.

ومن اهم هذه الحلول:

أولاً : وضع حد للفقر

يستحيل وضع حد لعمالة الطفل قبل القضاء على الفقر و ليس هناك شك في أن القطاعات الأشد فقراً و المحرومة هي المصدر الرئيسي للأغلبية الساحقة من الأطفال العاملين و هذا ما يقود إلى الاستنتاج الذي ينص على أن الفصل بين الفقر و عمالة الطفل أمر غبر ممكن و سواء كان الشخص المستفيد من عمالة الطفل الوالدين أو أي صاحب عمل فإنهم يتغاضون عن عنصر الاستغلال رغم أنهم يرون أن عمالة الطفل و الفقر متلازمان . لذلك يجب تقليص مساحة الفقر ، فالحد من الفقر عبر النمو الاقتصادي ، و خلق فرص عمل ، و التوزيع الأفضل للدخل ، و تغيير ملامح الاقتصاد العالمي ، و التخصيص الأفضل للموازنات الحكومية ، و التوجيه الأفضل للممتلكات الخاصة من شانها أن تقلل من مساحة الفقر و بالتالي تقليص عمالة الطفل للحد الأدنى .

ثانياً : تفعيل القرارات المتخذة في المؤتمرات الاقليمية

فلا بد من القضاء على عمل الأطفال المحفوف بالمخاطر بمعزل عن الإجراءات الأوسع التي تهدف إلى تقليص مساحة الفقر. فلقد بدأ حكومات العالم بالتحول لمعالجة هذه المسألة وفاء للالتزامات التي أخذتها على عاتقها بالمصادقة على اتفاقية حقوق الطفل .

ثالثاً : تفعيل دور المؤسسات الأهلية

و ستنجح هذه المؤسسات في ذلك لأنها أكثر قرباً للطفل من غيرها و أكثر قدرة على الوصول إليهم و أكثر فاعلية في التأثير على سلوكهم بالوسائل غير الرسمية .

رابعاً : تضافر جميع الجهات المعنية

الطريق الوحيد لإحراز تقدم على طريق إنهاء عمالة الطفل تنحصر في قيام المستهلكين و الحكومات بممارسة ضغوط عبر فرض عقوبات و إجراءات المقاطعة . و من هذا الجانب يجب على الجميع التعاون و التكاتف من أجل القضاء على هذا الوباء الذي يلحق بالطفل و يؤثر على بناء المجتمع .

خامساً : المحاولة الجادة للقضاء على الجهل

إن بناء القدرة المعرفية للطفل و إثراء عقله بالمعارف الحديثة من شأنها أن تقي الطفل من الاستغلال الذي يتعرض له كما أنه مفتاح المستقبل الذي أصبح يرتكز على المعلومات و المعارف . فالقوانين الدستورية في جميع أنحاء العالم تنص على أن من حق الجميع التعلم. و لن يكون ذلك إلا بزيادة عدد المدارس و المعاهد و الصروح التعليمية عندها فقط يتاح التعليم لجميع الفئات في المجتمع .

سادساً : التوعية من خلال وسائل الإعلام

يجب استخدام مختلف قنوات الاتصال و الإعلام التقليدية و المعاصرة لنشر الوعي لدى الأسرة و المجتمع معاً و لبيان أهمية الطفولة و ضرورة الاهتمام بقضاياها و بيان احتياجاتها و مشاكلها . و لا يخفى على أحد ما للإعلام من تأثير على الرأي العام فلزام علينا استثمار هذا التأثير من القضاء أو تقليص مساحة عمالة الطفل.

مقالات ذات صلة

                    
زر الذهاب إلى الأعلى